السبت، 13 نوفمبر 2010

الشات هل يكون بديلا للحوار العائلي؟


انتشرت غرف "الشات" بشكل كبير حيث أصبح له على شبكة "الانترنت" شعبية واسعة جداً حتى اصبح المغتربون عن اسرهم وديارهم يتواصلون معهم من خلاله: لانه قد يكون اقل تكلفة من العودة او استخدام الهاتف. ومن جهة اخرى اصبح الشباب والفتيات يقضون معظم الاوقات ايضآ للتواصل الاجتماعي وتكوين صداقات في أماكن بعيدة مبررين ان في الشات تفريغ للضغوط العائليه او البعد المرير الذي يتعرضون له . 
ترى ميساء ، مغتربة في الاردن 21 عامآ أن التواصل مع الأهل والأصدقاء من خلال الشات والتحدث معهم أقل تكلفة من الاتصال في الموبايل معبرة عن حاجتها للتحدث مع اهلها في الكويت باستمرار للاطمئنان عليهم موضحة السبب من ارتيادها اماكن الانترنت بكثرة (لانها اوفر ماديآ ).
حالة أدمان
ويبين علي 18 عاماً ذهابه إلى مقهى الانترنت بين يوم وآخر ليتحدث مع أهله وأصدقائه في سوريا موضحا اقامته في الاردن من اجل متابعة دراسته الجامعية ويقول : انني أجلس من ساعتين إلى ثلاث ساعات في كل مرة بمعدل 20 مرة في كل شهر تقريباً. إذ أنفق20 دينارا أو أكثر شهرياً ، مع ذلك فهو أوفر من الموبايل بكثير. و أضاف كانت عندي حالة إدمان للشات عندما كنت في بلدي بهدف التعارف ولكن في مرحلة الدراسة (التوجيهي) تركته لالتفت إلى دروسي وامتحاناتي والآن عدت إلى الشات ثانيةً.
ويقول فادي 19( عاماً) طالب في الجامعة انني اختصر من مصروفي الجامعي لتوفيره من اجل الذهاب الى مقاهي الانترنت التي اعتدتها والدخول إلى المواقع والمحادثة المباشرة. مضيفا: على الرغم من معرفتي أن كلمة إدمان هي الوصف الصحيح لهذه الحالة إذ أحرص على المجيء كل يوم إلى المقهى وأمضي ساعة من الوقت في المحادثة مع شباب من جيلي لتبادل الآراء والأفكار بحرية وفي كل شيء دون خجل وبصورة غير مباشرة عبر الكتابة فقط .
ويبين انه يتم ايضآ المناقشة في مواضيع قد يخجل الشباب او الفتيات في اعمارهم من طرحها على أهلهم معتقدين انهم قد يسيئون الظن بهم أو لا يفهمون وجه نظرهم ويعتقد انه احياناً لا يعرف ما إذا كان محدثه شاب أو فتاة ، المهم هو إجراء حوار وهو ينفق ما يقارب 20الى30 دينارا شهرياً حرصاً على مواصلة التحاور. 
فقدان التواصل الاسري
واوضح نادر محمود 20 عامآ لجوءه الى الشات وبشكل قوي حيث يكمن السر في ذلك حسب رأيه في ان التواصل الاسري لديه مفقود وعدم تفهم اهله لمشاكل الشباب وذلك كونهم من جيل مختلف وانشغالهم بالعمل .
قائلآ : على الرغم من ذلك افضل دائمآ العودة الى الاهل واستشارتهم في الامور التي تخصني لانهم في النهاية هم من يبقون معنا بعكس الاصدقاء الذين قد يختفون في اي وقت. مضيفة انني اتحدث في الشات حوالي اربع او خمس مرات في الشهر للتعرف على اصدقاء من الدول العربية الاخرى للتعرف إلى عاداتهم وتقاليدهم ولهجاتهم .
وتشير مريم هادي 23 عامآ الى انها تكره التواصل عبر الشات او التعرف من خلاله وذلك لما حدث لصديقتها بسببه. وتذكر ان صديقتها تعرفت إلى شاب في نفس الدولة وتطور الامر بينهما للتحدث المباشر عبر الهاتف حيث قطع الشاب وعدا بانه سوف يتقدم لخطبتها ومع الايام تأكدت انه لم يكن صادقآ في وعده و اتضح مع الوقت انه متزوج منذ البداية ولديه اربعة اولاد.
وتعتقد مريم ان الشباب يقبلون على هذه المواقع أكثر من الفتيات وتعتبره ادمانا ويتطلب العلاج .
الادمان على الشات
واوضح محمد صاحب مقهى انترنت أن هناك حالات إدمان للشات بكل معنى الكلمة ، وذكر حالة شاب يرتاد المقهى عنده بأنه يجلس أمام شاشة الكمبيوتر من 2412 ساعة كلما جاء إلى المقهى يتنقل بين مواقع الدردشة المختلفة ولا يحصد إلا التعب حتى أنه أحياناً لا ينام. مؤكدآ ان هذه الحالة تسبب له الضرر المادي والجسدي ويشير الى انه حاول ان يتحدث معه ولكن الشاب اقنعه و اخبره ان الشات أقل ضرراً من الالتهاء بأشياء اخرى قد يتورط بها هو أوغيره .
ويقول محمد ان الاقبال على الشات والانترنت تحديدآ كبير وخاصة من الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 18 الى 28 عاما وأغلبهم من طلاب الجامعة ويرتفع مستوى الإقبال بكثافة خلال موسم الصيف في الفترة المسائية وفي الموسم الدراسي الجامعي وهدف البعض يكون هو الحوار دون الشعور بالخجل وذلك يرجع بالتأكيد إلى نقص الحوار العائلي. 
رأي الطب
وأشار الدكتور قاسم داود ( ارشاد نفسي ) ان طريقة تفكير الجيل الحالي مختلفة كليا عن قبل ، ومن وجهة نظره فان أسباب لجوئهم إلى الحوار خارج إطار الأسرة نتيجة لما يمر به الشاب او الفتاة خلال فترة المراهقة حيث يمر بمرحلة عمرية حساسة وحاسمة ومتناقضة تقفز قفزات سريعة في تكوين شخصيته ، وبالنسبة لهم فإن وضعوا انفسهم مع الأطفال يجدون أنهم أكبر وإذا صنّفوا انفسهم مع الكبار لايستمعون أهلهم إليهم وبالتالي يلجؤون إلى أقرانهم.
ويقول داوود : برأيي هؤلاء الشباب الذين يلجؤون الى الشات بشكل مستمر ان لم يكن للتواصل الاسري عادة ما يكون هدفهم عقد صداقات مع الجنس الآخر وهو ليس خطأً إلا أن هناك شيئاً اسمه (حدود للعلاقة) على الأهل أن يعلموها لابنائهم مضيفا ان الاقبال الشديدعلى الشات هو حالة ادمان .
ينصح الدكتور قاسم الأهالي بعدم التصرف مع أبنائهم من منطلق ان الأب هو الآمر الناهي والأم كذلك ، ولا يسمع الأبناء إلا هذا عيب وهذا حرام ولا تفعل هذا دون الرد عن الاسئلة التي تدور في أذهان أولادهم و بناتهم لأنهم قد يحصلون على إجابات خاطئة من خارج البيت بينما إذا كان الأهل علاقتهم مع الأبناء مبنية على الصراحة التامة فإن أية غلطة تحدث معهم خارج البيت سيلجؤون إلى أهلهم ويخبرونهم بما حصل فيجب على الوالدين فتح باب الحوار مع أبنائهم في كل الاتجاهات والمجالات ودون خجل.

الدستور - اسراء خليفات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق